تتعرض مجموعة من المآثر العمرانية بدمنات للإتلاف والتخريب من طرف أيادي خفية تهمها المصلحة المادية دون مراعاة القيمة التاريخية لهذه المآثر والتي تؤرخ لفترات وحقبة تاريخية قديمة وتصون ذاكرة دمنات التي أكد مجموعة من المؤرخين أن بناءها سبق بناء مدينة مراكش .فقصر مولاي هشام يتهاوى رغم كونه معلمة شامخة تشهد على عصر مزدهر وأصبح يستغل كمطرحة للنفايات والازبال .وأسوار تفيد الروايات التاريخية أنها بنيت في عهد موسى بن نصير تتخللها أربعة أبواب هي باب افشتالن وباب اكادين وباب اعرابن وباب العيد بقيا منهما بابان هما باب افشتالن وباب اكداين رغم تآكل أساسيهما وتصدع جدرانيهما وتلوث محيطهما أما باب العيد المؤدي حاليا إلى المحطة الطرقية والحديقة العمومية المنجزتين على أنقاض السوق الأسبوعي والمعروف بباب السوق فقد تم نسفه من طرف احد المجالس البلدية المتعاقبة على تسيير الشأن المحلي بدمنات في ظل صمت الجميع .أما الآونة الأخيرة فقد تعرض باب اعرابن لحادثتي اصطدام من طرف شاحنتين الأولى أدت إلى تصدع الجزء العلوي لأحد أبوابه الثلاثة وظهرت شقوق به والثانية أسقطته ولم يتم التدخل لترميمه وإصلاحه بل تم نسفه بالكامل ودفن معه تاريخ وروايات عصور خلت .وترك إمي نيفري رغم بعض الإصلاحات التي تم إجراءها عرضة للضياع والروائح الكريهة التي ترحب من خلالها بزوارها القادمين من كل الجهات فبمجرد الدخول إلى المغارة المليئة بفضلات الخفافيش والوحل يعود الزائر أدراجه مخافة الصدمة في حالة الاستمرار في الرحلة الاستكشافية .فرغم العديد من النداءات والأصوات الجمعوية والحقوقية وكذا الإعلامية التي نادت بضرورة التدخل لإعادة ترميم هذه المآثر التاريخية التي يعتبرها سكان دمنات موروثها وتاريخها الذي يجب صيانته والحفاظ عليه كإرث تثوارته الأجيال ولكن كل هذه الجهود والنداءات تجد دائما أدان صماء رغم كون بلدية دمنات تتوفر على مداخيل مادية مهمة وتعتمد في جانب منها على السياحة والتي عرفت قفزة نوعية ومهمة واستثمارات في هذا المجال من فنادق ومنتزهات من المستوى الراقي .إلا أن مدبري الشأن المحلي بدمنات تناسوا وتنكروا هذه المآثر التي تجلب السياح وتساهم في النمو الاقتصادي والرواج التجاري والسياحي بدمنات .

إرسال تعليق

 
انتقل الى اعلى بسرعة